BM Logo Black And Gold

زائرنا العزيز

قد نستخدم ملفات تعريف الإرتباط هذه لتلبية متطلبات الأمان الأساسية ولضمان عمل الموقع بشكل صحيح. تُستخدم ملفات تعريف الارتباط هذه أيضًا لحفظ التفضيلات لمساعدتنا على تزويدك بتجربة مستخدم أفضل وتقديم إشعارات بالبريد الإلكتروني.

إنشاء البنك

 

بنك مصر هو أول بنك مصري تأسس عام 1920 على يد الاقتصادي المصري طلعت حرب باشا، برسالة مفادها استثمار المدخرات القومية وتوجيهها لتسريع النمو الاقتصادي والاجتماعي. وقد قام البنك في المدة من 1920 إلى 1960 بإنشاء أكثر من 26 شركة في مجالات اقتصادية مختلفة، تشمل: الغزل، والنسيج، والتأمين، والنقل، والطيران، وصناعة السينما.
وفي 15 مايو 1920 تم افتتاح البنك رسميًا، وألقى طلعت حرب باشا خطبة في دار الأوبرا المصرية بمناسبة بدء أعمال بنك مصر، وكان أول مقر له في شارع الشيخ أبو السباع (جواد حسني حاليًا).
ثم ما لبث أن انتقل إلى مقره الحالي الرئيسي الأثري في 151 ش محمد فريد عام 1927 م بعدما وقع الاختيار على المهندس الإيطالي "أنطوان لاشاك" لوضع التصميم والإشراف على التنفيذ، فجاء آية من آيات العمارة التي مزجت العمارة الحديثة بالفن الإسلامي، وقد أطلق أمير الشعراء "أحمد شوقي" على بنك مصر وصف الهرم الرابع وقت الافتتاح.

 

فكرة إنشاء بنك مصر

كانت فكرة إنشاء بنك مصري وطني حلمًا يراود الكثير منذ أيام محمد علي باشا، ولم تنجح الفكرة مجددًا إلا مع مجهودات طلعت حرب باشا الذي بدأ بطرح الفكرة في بعض خطبه، وعقب انعقاد المؤتمر المصري الأول في 29 إبريل 1911، انتهز طلعت حرب باشا اجتماع أعيان البلاد وعرض على لجنة المؤتمر فكرة إنشاء بنك مصري، فقررت اللجنة بالإجماع وجوب انشاء بنك مصري برءوس أموال مصرية، كما قررت اختيار طلعت حرب باشا للسفر إلى أوروبا لدراسة فكرة إنشاء المصرف بعد عمل دراسة كافية عن المصارف الوطنية وأسلوب عملها في الدول الأوروبية.

وقد صدر كتاب طلعت حرب باشا بعد ذلك (علاج مصر الاقتصادي عام 1913)، وآمن كل مصري بالفكرة التي يدعو لها، لكن الحرب العالمية الأولى عام 1914 أدت إلى تأجيل فكرة البنك لأكثر من 6 سنوات، وعادت -من جديد- الدعوة لإنشاء البنك بعد قيام ثورة 1919.

 

خطوات حثيثة لتأسيس بنك مصر

أقنع طلعت حرب باشا 126 من المصريين بالاكتتاب لإنشاء البنك وبلغ ما اكتتبوا به 80 ألف جنيه، تمثل 20 ألف سهم، ثمن السهم 4 جنيهات فقط، وكان أكبر مساهم هو عبد العظيم المصري بك من أعيان مغاغة الذي اشترى ألف سهم.

وفي الثلاثاء 13 إبريل 1920 نشرت الوقائع المصرية "الجريدة الرسمية للدولة" مرسوم تأسيس شركة مساهمة مصرية تسمى "بنك مصر".

وقد تم قبل ذلك عقد تأسيس الشركة بين 8 مساهمين هم (أحمد مدحت يكن باشا، ويوسف أصلان قطاوي باشا، وطلعت حرب باشا، وعبد العظيم المصري بك، والدكتور فؤاد سلطان، وعبد الحميد السيوفي بك، وإسكندر مسيحة بك، وعباس بسيوني الخطيب أفندي) من 126 مساهماً، جميعهم مصريون، حُرر بصفة عرفية في 8 مارس 1920، ثم سُجل في 3 إبريل، أي بعد أقل من شهر.

نص عقد الشركة الابتدائي على أن الغرض من إنشاء البنك هو القيام بجميع أعمال البنوك، من خصم وتسليف على البضائع والمستندات والأوراق المالية والكامبيو والعمولة، وقبول الأمانات والودائع، وفتح الحسابات والاعتمادات، وبيع وشراء السندات والأوراق المالية، والاشتراك في إصدار السندات، وغير ذلك مما يدخل في أعمال البنوك بلا قيد أو تحديد، وأنه يجوز زيادة رأس المال بقرار من الجمعية العمومية للمساهمين، على أن يقوم بإدارة الشركة أو البنك مجلس إدارة مكون من تسعة أعضاء على الأقل ومن خمسة عشر عضواً على الأكثر تنتخبهم الجمعية العمومية، وتم انتخاب مجلس الإدارة المكون من:

  • أحمد مدحت يكن باشا .. رئيسًا لمجلس الإدارة
  • يوسف أصلان قطاوي .. وكيلاً
  • محمد طلعت حرب باشا .. نائباً للرئيس وعضو مجلس الإدارة المنتدب
  • الدكتور فؤاد سلطان بك .. عضو مجلس الإدارة المنتدب بالإنابة

أما الأعضاء فهم:

عبد الحميد السيوفي بك، وعلي ماهر، وعبد العظيم المصري، وإسكندر مسيحة بك، ويوسف شيكوريل، وعباس بسيوني الخطيب.

 اشترط العقد أن يملك عضو مجلس الإدارة 250 سهماً على الأقل، ولا يجوز له التصرف فيها طوال مدة عضويته، وألا يكون عضواً بالجمعية العمومية من يملك أقل من 5 أسهم، وتتمحور فكرة تأسيس بنك مصر حول إنشاء بنك مصري برأسمال مصري. وإدارة مصرية. وكوادر مصرية. ولغة تعامل عربية. وتحويل تنموي للاقتصاد الوطني من الاستثمار الزراعي إلى الاستثمار الصناعي.

لم تحاول سلطات الاحتلال البريطاني منع قيام هذا البنك المصري أو وضع العقبات في طريق إنشائه، ، حيث كان الشارع المصري في حالة غليان عقب ثورة 1919، فلم تشأ سلطة الاحتلال أن تفجّر الوضع مرة أخرى مثلما حدث باعتقال سعد زغلول من قبل. كما أن الإنجليز ربما رأوا أن بنك مصر برأسماله الصغير وقلّة خبرة المصريين في أعمال البنوك لن يستطيع الصمود في المنافسة، ولن يلبث أن يغلق أبوابه، فلا داعي لدخول معركة ضد الرأي العام لا حاجة لها.